العلاقات السامة "toxic relationship "- سلمى سرحان -كبسولة حضارة


 بقلم: سلمى سرحان

في الآونة الأخيرة سمعنا أو قرأنا ذلك المُصطلح والكثير منّا لا يعلم معناه، لذلك سننطلق من البداية..

متى نقول أن العلاقة متزنة أو سوية؟

دعنا نتخيل أن العلاقة عبارة عن حبل وأطراف العلاقة هم الذين يمسكون طرفي الحبل، لو شدّ الطرف الأول الحبل سيضطر الطرف الآخر أن يُزيد من قوة شدّه، لو شدّ الطرف الأول الحبل أكثر لن يحتمل الطرف الآخر ويسقط أرضًا؛ والعكس صحيح.

لم يسقط الطرف الآخر في أول مرة لأن القوة كانت في مجال تحمله، ولما زادت سقط.

كذلك في العلاقات، كل ما هو متبادل مستمر، وأقصد في لفظ "العلاقات" العلاقات عمومًا في المنزل أو العمل أو الأصدقاء أو حبيب.

عندما يختل توازن العلاقة نقول أن العلاقة "سيئة"،

إذن ما معنى سامة؟

مُصطلح العلاقة السامة أعمق بكثير من العلاقات السيئة لأن تأثيرها -من لفظها- كتأثير السم البطيء، علاقات تُهدر طاقتك ببطء، تجعلك دائم القلق حيال كل شيء وبالأخص نحو أهميتك عند ذلك الشخص السام، تلك العلاقة تجعلك دائمًا في وضع الدفاع عن هجوم بارد ظاهريًا ولكنه يخلق حربًا داخلك، تبرر كل شيء وأي شيء حتى أنك تحاول خلق مبررات فقط لتنعم بالسكينة والراحة، فجأة تجد أنك شخص بلا أحلام ولا أهداف ولا طاقة، حينما تجلس مع أحدهم لا يتسلل إلى ذهنك سوى:

هل أنا شخص سيء لهذا الحد لهذا يحتد معي فُلان "الشخص السام" كثيرًا؟ لماذا يحدث معي هذا؟ أُيقدرني فُلان؟ هل يُحبني حقًا؟ هل سيبتعد عني؟ 

بالطبع تسلل إلى ذهنك الآن الكثير من تلك الأسئلة الشبيهة التي تؤكد لك أنك في خطر وأنك الآن وقعت فريسة لذلك الوحش المتخفي.

بالطبع لن يكشف لك الشخص السام عن نفسه والأسوأ من ذلك أنه يدس السم في العسل بالمعنى الحرفي، يبخل عليك بالمشاعر ويقلل من شأنك ومن ثم يتهمك بعدم التقدير، وأنت تُصدق وتعتذر، ليس لأنك أحمق ولكن لأنك في تلك اللحظة يكون مفعول السم قد سرى في جسدك وتُسلِم بجزء كبير من تلك الاتهامات، لذلك أولى خطوات التخلص من علاقة مؤذية هي المواجهة، أرفض ولو مرةٍ واحدةٍ ذلك التصرف الذي جعل الحزن يتسلل إلى قلبك وراقب، هل صمت الطرف الآخر أم أكمل هجومه؟ هل تراجع خطوة للوراء أم أسرع في خطواته للأمام؟ إذا واجهت وقد استنتجت أن الطرف الآخر ضرب بحزنك عرض الحائط إذن إنه جرس الإنذار!

وإليكم بعض النصائح والخطوات التي يمكن أن تُخلصكم من الشخصية السامة: 

1-حاوطوا أنفسكم بالأناس الذين يعلمون أهميتكم، يقدرونكم ويراعون مشاعركم والأهم من كل ذلك أن تدركوا قيمة أنفسكم، وأنكم لا تستحقون تلك المعاملة بل تستحقون الأفضل!

2- اشغلوا وقتكم قدر المستطاع، نزهة مع الأصدقاء، تعلم لغة جديدة، التركيز مع الهوايات والمواهب، كل ذلك يُجدد الطاقة من جديد ويجعلكم ذوي قابليةٍ أكثر على تقبل الأمور وتخطي تلك العلاقة السامة.

3- تحلوا بالشجاعة وانهوا كل العلاقات السامة من حياتكم، فقط خطوةٍ صغيرة قادرة على تغيير حياتكم للأفضل ولا تُقنع نفسك أنك تستطيع تغيير أحدهم وبالأخص "شخص سام"، قبل أن تغيره ستكون قد استنزفت كل طاقتك.

4- معظم الناس قد مرت بتلك العلاقة السامة فلا تحمل نفسك عبء سوء الحظ وسوء الأختيارات هونها على نفسك يا صديقي وجاور الأشخاص الذين  قد تخلصوا من تلك العلاقات، سيُحسن ذلك من الأمر كثيرًا.

لو لم تقع في تلك العلاقة فأنت من النادرين المحظوظين يا صديقي أفتخر بذلك.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عشر مهارات للعلاقة الجنسية- د دعاء القويسني- كبسولة حضارة

الدراما لا تعرف الكتاكيت -خالد السيد علي - كبسولة حضارة