ثالوث الزواج - عبدالعزيز احمد - كبسولة حضارة
بقلم: عبدالعزيز احمد
الشرق لا يستطيع الرجوع للقيادة إلا بالعلم والوعي، والغرب لم يأتي بشئ لم يتكلم عنه الإسلام من قبل، ولكنه يأتي بالشرح والتفصيل، نحن لا نجتهد لندرك ما نملك ونبدأ في تطويره ليتناسب مع العصر وسرعة التقدم العلمي ونطبق ما نتعلمه ونحقق كيونتنا، لذلك يجب علينا أن نهتم ونزيد من نسبة الرعايا بالذي نملكه ويفيد البشرية والاجيال القادمة فهذه سنة الحياة، ولنبدأ بالثالوث الأول في الزواج:
الجنس:
يحكم الخجل مجتمعنا من التعبير والتحدث عن هذه الأمور ونعتبرها حدود شائكة لا يجب الإقتراب منها والنتيجة كانت كبت للمشاعر ومشاكل نفسية كثيرة وارتفاع نسب الطلاق بشكل ملحوظ، وهذا يثير الخوف فهذه نسبة طلاق محقق فما بالكم بالإنفصال داخل حدود البيت، يجب التحدث عن الموضوع ويجب ايضا تصحيح فكرة خاطئة لدي البعض، أن الجنس هو الحب وهذأ خطأ فالجنس شحنات واحتياجات طبيعية داخل الإنسان ومادية تنتهي بمجرد تفريغها أما الحب فهو لا ينتهي ولا يقل واحيانا يقل بسبب الاكتئاب إذا اصاب أحد الأطراف ولكن الحب شئ معنوي، ولكن الجنس مهم وأساسي في حياتنا ولكنه ليس رئيسي ولكن مهم فهناك نسبة ٩٠٪ فشل للزواج إذا فشلت العلاقة، وإذا نجحت فينجح بنسبة ١٠٪ وهذه نسبة ليست قليلة، الجنس إذا انسكب في قالب الزواج وكان أحد الاسباب التي تؤدي لنجاحه فإن الثمرة ستكون طيبة وتغمره بالسلام والسعادة، كمن كتب تم تأليفها على يد خبراء في الطب الجنسي والعلاقات الزوجية تسهم في نجاح العلاقة، حتى نتخلى عن الوحش الذي بداخلنا معشر الرجال والأنانية في الاستمتاع بجسد شريكنا دون إهتمام منا بمشاعره فالمرأة كائن عاطفي ولا أقول انها لا تفكر وأن العاطفة تسود دائما فللمرأة أدوار فكرية ونضج فكري ما كان رجل ليصل إلى هذا النضج بسهولة، نعود، هنا يجب الإشارة إلى اختلاف ترتيب الدوافع للزواج، هناك ست دوافع إذا كان الدافع الجنسي عند الرجل مثلا هو الأول في الترتيب وكان عند المراة الثاني أو الثالث فسيحدث اصتدام في العلاقة لا محالة، لذلك فترتيب هذه الدوافع مع من سنتزوج أو ترتيبها من جديد مع شريكنا حتى تستمر الحياة ويقوى الحب بالجنس ولا يجعله سبب قاتل ونصيحة للمتزوجين أن يمارسوا العلاقة صباحا وليس في المساء وأن يبحثوا عن الجديد دائما وتجديد الأوضاع والأيام حتى لا يكون روتين، فالتجديد في العلاقة لها مفعول سحري في تقويم العلاقة بشكل كبير جدا، ونصيحة يقع فيها الكثير من الرجال وهي أنه عندما ينتهي من العلاقة إما أن يذهب إلى الحمام ويبدأ نشاطه الحركي أو ينام وهذا تكرهه الفتاة، فهي بعد الإنتهاء تكون ضربات قلبها متسارعة تريد الشعور بالاحتواء والعناق والكلام الحلو وبعض النكت التي تضحكها، عندما تنتهي يا عزيزي من ممارسة الجنس احضن شريكتك وتحدث معها واسألها إذا هي تشعر بالشبع مثلك واجعلها تضحك وغازلها حتى ترى في عيناها الفرحة والسعادة والطمأنينة والحب تجاهك، ولا تكن ذاك الوحش.
الحضن:
الحضن أو العناق، لا يتجزء من التعبير عن الحب للطرف الآخر في الحياة اليومية فهو من أقوى لغات الحب والتعبير عنه، فكم من علاقات جفت وتشققت وانكسرت وتناثرت لعدم اهتمامنا بها، كارثة كبرى نرتكبها وهي التكبر على مشاعرنا وترجمة العاطفة لشريك حياتنا، ياعزيزي والله ما يبقى لنا في الدوجى سوا شريكنا يداوي الالآم ويسهر لرعايتنا دون تبرم ويتحمل زبزبات المشاعر التي تصيبنا، كم حصون تحطمت لأننا رجال فنخجل أن نعانق شريكنا كم نحن شحيحي ترجمة الحب لأقرب الأقرباء، إن الحضن داعم رئيسي في الحياة فلا تتنازلوا عن السعادة التي بيدكم مخافة أقاويل الناس التي لا تنتهي، إن العناق كالماء الذي نرميه على النار لتنطفئ، جرب يوما وانت مع شريك أن تضمه بين ترائبك وأنظر للنتيجة!
الكلام:
تخيلوا معي بيت يخلوا من الحوار كيف سيدوم؟ كيف نعيش مع إنسان لا نحاوره ونناقش أمور الحياة معه وتتقارب الأفكار وتنسجم، تخيلوا معي بيت يخلوا من الغزل والكلام الرقيق العذب الذي يذيب القلل ويأسره، فينصهر الشريكان في روح واحدة بجسدين متعانقا متقاربا، تخيلوا معي علاقة لا تفصح عن احتياجاتهم لبعضهم فلكل واحد منا اسلوب لإشباعه ومداعبته! ن
كم نزفت ثقوب العلاقات حزنا ويأسا وجفت، وجهل كلا الطرفين أو أحدهما بهذه الأمور، نحن نحتاج للتعبير عن مشاعرنا، ما المشكلة في التعبير ما التحدي الذي يوقفنا؟ أالألفاظ أم أنه لا يوجد وقت أم أن الطاقة مستنزفة في العمل فلا طاقة للحديث، فلماذا إذن نتزوج؟ ما هذا الجحيم الذي اخترناه ونعيش فيه، ما المشكلة عندما نقدس ساعة يوميا أو ساعتين للحوار بيننا، نرتل القرآن أو نقرأ كتابا سويا أو نختار كتابين ويشرح كل منا للآخر الكتاب الذي قرأه، لماذا لا نحصل على راحة من العمل لمدة ثلاثة أيام ونسافر أو نذهب لمكان هادئ نخلوا ببعضنا وتتعانق الأنامل والصدور ونهمهم ويغلب الهيام!
نحن من نختار التعاسة والمعاناة في الدنيا فما الزواج إلا علاقة وطيدة بين إثنين يتعهدا فيه بالعطاء الكامل لراحة الآخر والبحث عن ساعدتهما معا، تحدثوا عن الجنس ولا تخجلوا، قدسوا وقتا يوميا تغلقوا فيه أبواب العالم وتختلوا بانفسكم، فما جاءت الأمراض إلا لنتقرب إلى الله ونقوم ببناء حصون جديدة وتقويم لعلاقتنا.ا
تعانقوا في كل الأوقات وفي كل الأماكن فنحن بحاجة للسلام ولا نعلم كم سنعيش فلماذا لا نجعل كل دقيقة استثمار للسعادة والبهجة...والأمر بيدنا!
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا