عادت بالرحيل - هانية جمال الدين -كبسولة حضارة

 بقلم: هانية جمال الدين


- ماذا قالت قبل الرحيل؟


- تركت له خطابها الآخير على المنضدة المجاورة لباب غرفته والتي يضع عليها نظارته السوداء ليرتديها قبل أن يهم للخروج ليس لحماية عيناه من أشعة الشمس الحارقة ولكن حتي يستطيع أن يتأمل ملامح المارة دون أن يراه أحد..


صباح الخير يا عزيزي..

أما بعد..

لم أجد منك ما استحقه..

ولست بالمكان الذي يليق بي.. 

معك أنطفئ وأبهت يوماً بعد يوم..

وأما قبلك..

كنت كزهرة دوار مشرقة تستقبل شمس كل يومٍ بشموخٍ وأمل..

لم أجد السعادة التي وعدتني إياها..

وجدت كل ما هو يؤذي شعوري ويحطم آمالي ويقتل شغفي ويميتني شيئاً فشيئا..

 

لست مناسبة لأكون فتاة بلا هوية وبلا هدف وبلا غاية ينتفع بها..

ولن يمكنك إنتزاع هويتي مني سواء بحيلة الحب الزائف المصطنع أو بعقلية الرجل الشرقي الرجعي الذي يرغب في طمس معالم أنثاه ويجعلها تابعة له وكأنه السيد وهي جاريته.. 


ولم أجد منك تقديراً لقبولي بك وبقائي معك بل وجدت كل مهانة في معاملتك وإذلال في تواجدك..

حتى عدم قبولي بما أنا عليه في أبسط الأشياء والتي لا تعيبني في شئ بل هي جزء لا يتجزأ من شخصيتي ولكن عدم قبولها قد يعيبك أنت.. 

رأيت منك نظرة إستضعاف لي برغم اني أمتلك من القوة مالم تتوقعه ولم أظهره لك حتى الآن..


توسمت الخير فيك وإنك ستفعل مابوسعك لجعلي أحبك ولكنك فشلت..

وعلي النقيض تماماً فقد كنت تفعل كل مابوسعك ليجعلني أزداد نفوراً وخوفاً ورغبةً في الإبتعاد..

أليس هذا هو هدفك منذ البداية؟! 


ويوماً بعد يوم بدأت أشعر بالملل والرتابة فلم أشعر بفارق وجودك بحياتي عن قبله سوي بتلك الحلقة الصفراء كشعلة نار تلتف حول إصبعي وحين أنظر إليها تحترق روحي..

بل كانت حياتي افضل من قبل! 


وكأنني ببقائي هذا قد أقترفت ذنبا أكبر من ذنب الرحيل فعاقبتني عليه! 


مالم تكن تعرفه من قبل ان تلك كانت هي فرصتنا الثالثة والاخيرة..


مع تمنياتي لك بإيجاد تلك الخاوية التي تتبع خيالك الفاني لا محالة.. والتي تسطيع أن تتظاهر بها أمام الجميع بإكتمال الصورة!


ثم نظرت إلى صورته المعلقة فوق المنضدة وطبعت على كفها قبلة ممزوجة بإبتسامة ساخرة ثم وضعتها على جبينه وأخذت الباب خلفها..

وعادت للحياة من جديد..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عشر مهارات للعلاقة الجنسية- د دعاء القويسني- كبسولة حضارة

الدراما لا تعرف الكتاكيت -خالد السيد علي - كبسولة حضارة

العلاقات السامة "toxic relationship "- سلمى سرحان -كبسولة حضارة