الصداقة - اسماء عبدالخالق- كبسولة حضارة

 بقلم: اسماء عبدالخالق

الصداقة كنيسان متقلبة تتغير بتغير الأزمان 

الصداقة في مجملها هي علاقة إنسانية بحتة مبنية على مجموعة من الأسس المتينة كالصدق، والمحبة، والتعاون، والإخلاص، والتفاهم، والثقة،  و على عوامل عدة كالنشأة و التربية و الصلة وفي حال فُقدَت هذه الأركان فإنَّ الصداقة تهتز وتضعف وتتعرض للكراهية، والقطيعة، والخيانة، ومفهوم الصداقة مشتق من كلمة الصدق التي تسمح للأصدقاء بأن يتبادلوا أطراف الحديث والهموم بكل صدقٍ بعيدًا عن الكذب. 

في مجتماعتنا الشرقية تحديدًا تربينا على أن الصداقة هي النكهة المميزة التي تعطي للحياة طعما حلوا، هي الثمار التي نجنيها في كل لحظة مع موقف أو رد فعل أو أسلوب، تربينا أن الصديق أخ، الصديق سند، الصديق حياة.

لكن، مع مرور الوقت اكتشفنا أن الصداقة كنيسان متقلبة تتغير بتغير الأزمان، لأن كل زمنٍ له جيل خاص به و كل جيل إما أن يتحلى بالصفات التي تلزمنا بالصداقة في مجملها و بصفتها أو تأخذنا لمنحنى آخر..

فالصديق يتخلى عن أهم صفة في الصداقة فيزيف الحقائق و يتلاعب بمشاعر صديقه و يستغله أيضا لمصلحة خاصة، و شأن خاص دون مراعاة الضرر الواقع على صاحبه، ينثر الشوك في دروب صديقه، و يتباهي..!!

يلقي بالأعباء على كاهل صديقه و هو يحيك له المكائد و يكشف الستار عن أدق أسراره دون مراعاة لعشرة أو خطوات مشياها سويا أو كما يقال " خان العيش والملح"..!! 

و كم من أمثلة تناقلناها توضح أن لا أمان.. لا ثقة.

تخبرنا أن الله وحده هو الملجأ و المعين، هو الحبيب و الخليل و الصديق.

أليس الله بكافٍ عبده.. بلى إنه كافينا في أمر ديننا ودنيانا و قادر على دفع السوء عنا ممن أرادنا بسوء.