يوم العطلة- هانية جمال الدين -كبسولة حضارة
بقلم: هانية جمال الدين
يوم العطلة .. إجعله مميزاً..
إهتم بتفاصيلك الصغيرة..
كأنما هي طفلتك المدللة..
إصنع من فنجان قهوتك.. إنسجاما بين الواقع المقزز كثيرا والخيال المنعش دائما.. وإنسج من دمجهم عالماً إفتراضيا يحتويك
إجعل اول جملة في دفتر يومياتك.. لربما سأفعل اليوم شيئا ممتعا
مممم.. مثلا مثل أن تنجز عملا تكاسلت في إتمامه.. وفي إنجازه سعادة لروحك
وقبل الظهيرة.. ضع كوبا من الشاي على المنضدة بجواره جريدة قديمة.. من الجرائد الصفراء التي ملئت بها والدتك الخزانة لتلف بها عيدان الملوخية قبل أن تقطفها.. ثم إفتح صفحة الكلمات المتقاطعة التي لا تطيق أذنك حتي سماع حروفها فما بالك بطول بالك في حل لغزها..
كإنما أنت جَدُك اليوم.. الذي طالما كان يسأل عن كلمات مكونة من أحرف ثلاث..
ولكن التغيير الذي طرأ اليوم هو أن تأتي بهاتفك المُهمل من قبل الجميع.. وليس وحدك من أهملته وأتصل بأحد اصدقائك التائهين وسط ضغوطات مسئولياتهم..
وإبدأ معه بحل اللغز.. في البداية سيستنكر ويشن السباب واللعنات على تفاهتك وفراغ وقتك.. وفي النهاية سيشكرك على تلك الدقائق المعدودة التي اخذت عقله فيها بعيدا عن ضوضاء نفسه.. وربما سيهاتفك هو لنفس السبب في المرة القادمة..
وبعد شرب الشاي.. إرتدي قميصا ورديا.. لا ترتديه عادة أمام الناس خوفا من إنتقادهم لذوقك.. ولكنك تحبه.. لا تدعه في الخزانة دون إستخدام.. سيحبك أيضا.. وسيرسل لك طاقة لحب نفسك أثناء ارتداءه.. وربما ثقة فيما بعد للخروج به أمام الجميع.. وتبا لما يقولون
الساعة أوشكت على الرابعة عصرا.. أحضر لنفسك غداءاً يفتح شهيتك.. المسدودة لعدم وجود من يشاركك الطعام.. فالوحدة قاتلة ياصديقي.. اعلم..
وهيأ الكرسي المقابل لك وضع عليه راديو وإستمع إلى مذيعي النشرة الإخبارية المملين.. او لتلك المناقشات الفارغة التي يطرحونها على المستمعين.. مثلا كأيهما تفضل في المستقبل لقضاء عطلتك الإسبوعية .. السفر عبر الاقمار الصناعية ام التزحلق على الجليد!! وتخيل أنهم أشخاص سمجين يشاركونك الطعام.. افضل من إلا يشاركك أحد..
تشعر بالقيلولة.. ام مللت الصمت وطول الوقت؟ ممم لتغفو قليلا..
وبعدها تقم بصنع ليلة مميزة تستقبلها بالموسيقى الهادئة وحضور فيلما رومانسيا.. واختر نهايته سعيدة رجاءا لا داعي للبكاء اليوم!
وبعد إتمام مشاهدته وعند تأكدك من أنك قد وصلت لحد التأثر الشديد..
قم بتلك الفكرة المجنونة التي كثيرا ما راودتك
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا