الشباب والإعلام العربي - شروق إلهامي

 بقلم: شروق إلهامي


الخذلان... يسألون عما يريد جيل الشباب من الإعلام العربي، ولا يدركون إن جل ما يريده الشباب من الإعلام هو الا يخذله مثلما فعل لعقود مضت لأسباب سياسية أو مادية، سواء بشكل مقصود أو لا، مرغم عليه أو بكامل إرادته. الإعلام ضل عن رسالته وجدواه، تشوهت رؤيته فضلتنا وضللتنا، هذا بالطبع لو أفترضنا حسن الظن. أما في حالة العكس فلا يدل الواقع الإعلامي العربي سوي علي إنهيار القيم والمبادئ العليا، أو سقوط أقنعة ممثليه وتكشف معدومية قيمهم.


ولكي لا يتحقق الخذلان الذي نتج عنه قلة الشآن والهوان الحالي، علي الإعلام بكافة أفراده وصناعه وتروسه ومموليه، أن يتحدوا علي أرضية أكثر قيمة وأحترام، لذاتهم قبل متلقيهم، وأن تكون الأخلاق القويمة سمه أغلب الأفراد في تلك المنظومة، وأقول أغلب لا كل فلسنا ملائكة، وكلامي ليس خيالي ولهم في تاريخهم وأعلامهم بالماضي المثال والقدوة التي شرفتنا لزمن طويل. وكذلك عليهم التفريق بين الإعلام والإعلان، فليس كل ما يتواجد يُعرض ويعلن عنه دون أن يكون لهذا الإبراز جانب أو هدف إيجابي سوي متحضر. وعلي المادة المقدمة أن تعالج بشكل لن أقول تربوي فقط مسئول، فجمهور الإعلام ضخم يشمل كافة الأعمار والأطياف، وما يعرض عليهم سيكون له بالتأكيد تأثير ما علي سلوكهم مع بعض، وتكوينهم في الحاضر والمستقبل. وبالطبع مفروغ منه الا يكون رأس المال هي القائد، فهو حين يقود تجد من أوائل توابعه اللإبتذال والتفاهة والفساد وأتباعهم ممن يحولوا الإعلام لفضائح مدوية معلنة علي المشاع ويترتب عليها كوارث أخلاقية تخيم ملامحها السلبية علي كافة حياة المتلقين.


خلاصة الأمر أن العالم المفتوح أتاح للشباب الأطلاع علي الإعلام في كافة البلاد، ورؤية ما تم تسجيله وحفظه من أرشيف الإعلام بالماضي، فأصبح الكثير يعلم مدي سوء الواقع الإعلامي العربي مؤخراً، وما ينقصه وما يعيبه وما يتجنبه ليبقي علي حالة العطن به. ومفاتيح التغيير المنشود الذي يرنو إليها جيل الشباب العربي في إعلامه هي ببساطة الصدق، النزاهة، الأحترام وأستشعار المسئولية والإلتزام بها.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عشر مهارات للعلاقة الجنسية- د دعاء القويسني- كبسولة حضارة

الدراما لا تعرف الكتاكيت -خالد السيد علي - كبسولة حضارة

العلاقات السامة "toxic relationship "- سلمى سرحان -كبسولة حضارة